الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام
.بَاب اسْتِحْبَاب الْقُنُوت فِي الصُّبْح دَائِما، وَمن رَأَى تَركه: 1477- وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، ومواضع من كتبه، وَالْبَيْهَقِيّ. 1478- وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من طرق بأسانيد صَحِيحَة. 1479- وَعَن الْعَوام بن حَمْزَة قَالَ: سَأَلت أَبَا عُثْمَان عَن الْقُنُوت فِي الصُّبْح؟ قَالَ: بعد الرُّكُوع. قلت: عَمَّن؟ قَالَ: عَن أبي بكر، وَعمر، وَعُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ. 1480- وَقَالَ: هَذَا إِسْنَاد حسن. 1481- وَعَن ابْن معقل التَّابِعِيّ، قَالَ: «قنت عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي الْفجْر». 1482- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا عَن عَلّي صَحِيح مَشْهُور. 1483- وَعَن سعد بن طَارق الْأَشْجَعِيّ قَالَ: «قلت لأبي: يَا أَبَة، إِنَّك قد صليت خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَأبي بكر، وَعمر، وَعُثْمَان، وَعلي فَكَانُوا يقنتون فِي الْفجْر؟ فَقَالَ: أَي بُني مُحْدَث» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن مَاجَه. 1484- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن صَحِيح. قَالَ أَصْحَابنَا: الَّذين رووا إِثْبَات الْقُنُوت أَكثر وَمَعَهُمْ زِيَادَة علم فَتقدم روايتهم. .فصل فِي ضعيفه: 1486- وَحَدِيث أم سَلمَة مَرْفُوع: «نهَى عَن الْقُنُوت فِي الصُّبْح». شَدِيد الضعْف أَيْضا، لِأَنَّهُ من رِوَايَة؛ مُحَمَّد بن يعْلى، عَن عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن عبد الله بن نَافِع، عَن أَبِيه، عَن أم سَلمَة. 1487- قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: «الثَّلَاثَة ضعفاء، وَلَا يَصح لنافع سَماع من أم سَلمَة». 1488- وَحَدِيث ابْن عَبَّاس مَوْقُوف: «الْقُنُوت فِي الصُّبْح بِدعَة» ضَعِيف جدا، ضعفه الْبَيْهَقِيّ وَغَيره، 1489- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وروينا عَن ابْن عَبَّاس «الْقُنُوت فِي الصُّبْح». .بَاب اسْتِحْبَاب الْقُنُوت فِي الصَّلَوَات كلهَا إِن نزلت نازلة: 1490- أنس. 1491- وَأبي هُرَيْرَة، وَغَيرهمَا: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قنت شهرا بعد الرُّكُوع يَدْعُو عَلَى الَّذين قتلوا الْقُرَّاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم». .بَاب بَيَان أَن الْقُنُوت بعد الرُّكُوع من آخر رَكْعَة: 1493- قَالَ الشَّافِعِي وأصحابنا: «أَي تَركه فِي غير الصُّبْح» لتوافق الْأَحَادِيث السَّابِقَة، أَو ترك الدُّعَاء عَلَى أُولَئِكَ لحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْآتِي. 1494- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قنت بعد الرُّكُوع فِي صلَاته شهرا يَدْعُو لفُلَان وَفُلَان، ثمَّ ترك الدُّعَاء لَهُم» مُتَّفق عَلَيْهِ. 1495- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع فِي الرَّكْعَة الْأَخِيرَة من الْفجْر يَقُول: «اللَّهُمَّ الْعَن فلَانا وَفُلَانًا، بعد مَا يَقُول: سمع الله لمن حَمده. رَبنَا وَلَك الْحَمد فَأنْزل الله تَعَالَى: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء}». 1496- وَعَن خفاف بن إِيمَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: ركع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ: «غفار غفر الله لَهَا، وَأسلم سَالَمَهَا الله، وعُصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله، اللَّهُمَّ الْعَن بني لحيان، والعن رعلا، وذكوان، ثمَّ خر سَاجِدا» رَوَاهُ مُسلم. 1497- وَعَن عَاصِم «سَأَلت أنسا عَن الْقُنُوت أَكَانَ قبل الرُّكُوع أَو بعده؟ قَالَ: قبله. قلت: فَإِن فلَانا أَخْبرنِي عَنْك أَنَّك قلت بعد الرُّكُوع. قَالَ: كذب، إِنَّمَا قنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعد الرُّكُوع شهرا» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه للْبُخَارِيّ. 1498- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: رُوَاة الْقُنُوت بعد الرُّكُوع أَكثر وأحفظ، وَعَلِيهِ درج الْخُلَفَاء الراشدون رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم فِي أشهر الرِّوَايَات عَنْهُم وأكثرها. .بَاب بَيَان لفظ الْقُنُوت، واستحباب الصَّلَاة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي آخِره: 1500- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن. قَالَ: وَلَا نَعْرِف عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْقُنُوت شَيْئا أحسن من هَذَا. 1501- وَفِي رِوَايَة للبيهقي، عَن ابْن الْحَنَفِيَّة: «أَن عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يَدْعُو بِهَذَا فِي قنوته فِي صَلَاة الْفجْر». 1502- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ من طرق عَن ابْن عَبَّاس وَغَيره: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يعلمهُمْ هَذَا الدُّعَاء ليدعو بِهِ فِي الْقُنُوت من صَلَاة الصُّبْح». 1503- وَفِي رِوَايَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا فِي صَلَاة الصُّبْح. 1504- وَفِي وتر اللَّيْل». 1505- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «فَدلَّ هَذَا كُله أَن تَعْلِيم هَذَا الدُّعَاء وَقع لقنوت الصُّبْح وَالْوتر». 1506- وَجَاء فِي رِوَايَة ضَعِيفَة للبيهقي زِيَادَة: «وَلَا يعز من عاديت». 1507- وَفِي رِوَايَة للنسائي بِإِسْنَاد صَحِيح، أَو حسن، قَالَ: «تَبَارَكت وَتَعَالَيْت، وَصَلى الله عَلَى النَّبِي». 1508- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ وَغَيره، عَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قنوتاً، مَوْقُوفا عَلَيْهِ. قَالَ الْبَيْهَقِيّ: هُوَ صَحِيح عَن عمر، وَهُوَ عَن عبيد بن عُمَيْر، أَن عمر قنت بعد الرُّكُوع فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لنا، وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات، وَالْمُسْلِمين وَالْمُسلمَات، وألِّف بَين قُلُوبهم، وَأصْلح ذَات بَينهم، وانصرهم عَلَى عَدوك، وعدوهم، اللَّهُمَّ الْعَن كفرة أهل الْكتاب الَّذين يصدون عَن سَبِيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك، اللَّهُمَّ خَالف بَين كلمتهم، وزلزل أَقْدَامهم، وَأنزل بهم بأسك الَّذِي لَا ترده عَن الْقَوْم الْمُجْرمين، بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، اللَّهُمَّ إِنَّا نستعينك، ونستغفرك، ونثني عَلَيْك، وَلَا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، اللَّهُمَّ إياك نعْبد، وَلَك نصلي ونسجد، وَإِلَيْك نسعى، ونحفد، نخشى عذابك الْجد، وَنَرْجُو رحمتك، إِن عذابك بالكفار مُلْحق». 1509- هَذِه إِحْدَى رِوَايَات الْبَيْهَقِيّ، وَهِي الَّتِي اخْتَارَهَا ورجحها عَلَى غَيرهَا. 1510- وَرَوَاهُ من طرق كَثِيرَة فِيهَا تَقْدِيم وَتَأْخِير، وَنقص. 1511- وَرَوَى بعضه مَرْفُوعا، وَلكنه مُرْسل. وَإِنَّمَا قَالَ: «عذب كفرة أهل الْكتاب» لأَنهم الَّذين يُقَاتلُون الْمُسلمين حِينَئِذٍ، وَأما الْيَوْم فَيُقَال: «عذب الْكَفَرَة» ليعمهم وَغَيرهم. قَوْله: «يفجرك» أَي: يعصيك، ويلحد فِي صفاتك. «ونحفد»: نسارع فِي طَاعَتك. «وَالْجد»: بِكَسْر الْجِيم، الْحق. «مُلْحق»: بِكَسْر الْحَاء عِنْد الْجُمْهُور، وَحَكَى ابْن قُتَيْبَة وَآخَرُونَ فَتحه وكسره. .بَاب رفع الْيَدَيْنِ فِي الْقُنُوت والجهر بِهِ، وتأمين الْمَأْمُوم عَلَى قنوت الإِمَام، وَأَنه لَا يمسح بعده وَجهه وَلَا غَيره: 1513- وَعَن أبي هُرَيْرَة، «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جهر بِالْقُنُوتِ، فِي قنوت النَّازِلَة». رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شي}. 1514- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي قصَّة الْقُرَّاء الَّذين قُتلوا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم، قَالَ: «لقد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلما صَلَّى الْغَدَاة رفع يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَيْهِم، يَعْنِي عَلَى الَّذين قتلوهم» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح أَو حسن. 1515- وَعَن أبي رَافع قَالَ: «صليت خلف عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فقنت بعد الرُّكُوع وَرفع يَدَيْهِ، وجهر بِالدُّعَاءِ» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ. 1516- وَقَالَ: «هَذَا صَحِيح عَن عمر». 1517- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «قنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شهرا مُتَتَابِعًا فِي الظّهْر، وَالْعصر، وَالْمغْرب، وَالْعشَاء، وَالصُّبْح، فِي دبر كل صَلَاة، إِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده، فِي الرَّكْعَة الْأَخِيرَة، يَدْعُو عَلَى أَحيَاء من بني سليم، ويؤمِّن من خَلفه» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن، أَو صَحِيح. .فصل فِي ضعيفه: 1519- وَقَالَ: رُوي من غير وَجه كلهَا واهية، هَذَا أمثلها، قَالَ: وَهُوَ ضَعِيف أَيْضا. 1520- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ، عَن ابْن الْمُبَارك أَنه سُئل عَن مسح الْوَجْه إِذا دَعَا الْإِنْسَان؟ قَالَ:لم أجد لَهُ ثبتاً، وَلم يكن يرفع يَدَيْهِ. 1521- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: لست أحفظ فِي مسح الْوَجْه هُنَا عَن أحد من السّلف شَيْئا. قَالَ: وَاخْتلفُوا فِي ذَلِك فِي الدُّعَاء خَارج الصَّلَاة، قَالَ: فَأَما فِي الصَّلَاة فَهُوَ عمل لم يثبت فِيهِ خبر، وَلَا أثر، وَلَا قِيَاس فَلَا يُفعل، ويقتصر عَلَى مَا فعله السّلف من رفع الْيَدَيْنِ دون الْمسْح هَذَا كَلَام الْبَيْهَقِيّ. 1522- وَأما حَدِيث عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا رفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء لم يحطهما حَتَّى يمسح بهما وَجهه» فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. 1523- وَقَالَ:حَدِيث غَرِيب، انْفَرد بِهِ حَمَّاد بن عِيسَى، وَحَمَّاد هَذَا ضَعِيف فَهُوَ حَدِيث ضَعِيف. 1524- وَأما قَول الشَّيْخ عبد الْحق فِي كِتَابه (الْأَحْكَام) أَن التِّرْمِذِيّ قَالَ: هُوَ حَدِيث صَحِيح، فغلط إِنَّمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ:حَدِيث غَرِيب. .بَاب اسْتِحْبَاب رفع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء خَارج الصَّلَاة: 1525- وَقد ذكرت جملَة مِنْهَا نَحْو عشْرين فِي هَذَا الْموضع من شرح (الْمُهَذّب). .بَاب كَرَاهَة تَخْصِيص الإِمَام نَفسه بِالدُّعَاءِ دون الْمَأْمُومين: 1527- وَقَالَ: حسن. .بَاب قدر مكث الإِمَام فِي مُصَلَّاهُ بعد السَّلَام: 1529- وَعَن أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سلم قَامَ النِّسَاء حِين يقْضِي تَسْلِيمه، وَمكث يَسِيرا كي ينصرفن قبل أَن يدركهن أحد من الْقَوْم» رَوَاهُ البُخَارِيّ. .بَاب إقبال الإِمَام عَلَى الْمَأْمُومين بِوَجْهِهِ بعد الصَّلَاة: 1531- وَعَن الْبَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «كُنَّا إِذا صلينَا خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، أحببنا أَن نَكُون عَن يَمِينه يقبل علينا بِوَجْهِهِ» رَوَاهُ مُسلم. 1532- وَعَن أبي جُحَيْفَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالهاجرة، فَأَتَى بِوضُوء، فَجعل النَّاس يَأْخُذُونَ من وضوئِهِ يتمسحون بِهِ، وَصَلى الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، وَالْعصر رَكْعَتَيْنِ، وَبَين يَدَيْهِ عنزة، وَقَامَ النَّاس فَجعلُوا يَأْخُذُونَ يَده يمسحون بهَا وُجُوههم، فَأخذت بِيَدِهِ فَوَضَعتهَا عَلَى وَجْهي فَإِذا هِيَ أبرد من الثَّلج، وَأطيب رَائِحَة من الْمسك» رَوَاهُ البُخَارِيّ. 1533- وَرَوَى مُسلم أَوله إِلَى قَوْله: «عنزة». .بَاب الذّكر عقيب الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة: 1535- وَقَالَ: "حَدِيث حسن". 1536- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن رفع الصَّوْت بِالذكر حِين ينْصَرف النَّاس من الْمَكْتُوبَة، كَانَ عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَكنت أعلم إِذا انصرفوا بذلك إِذا سمعته» مُتَّفق عَلَيْهِ. 1537- وَفِي رِوَايَة لَهما: «كنت أعرف انْقِضَاء صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالتَّكْبِيرِ». 1538- وَعَن ثَوْبَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا انْصَرف من صلَاته، اسْتغْفر ثَلَاثًا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام، ومنك السَّلَام، تَبَارَكت ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام» قيل للأوزاعي- وَهُوَ رَاوِيه- كَيفَ الاسْتِغْفَار؟ قَالَ: تَقول: «أسْتَغْفر الله، أسْتَغْفر الله» رَوَاهُ مُسلم. 1539- وَعَن الْمُغيرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا فرغ من الصَّلَاة وَسلم قَالَ: «لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير، اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد» مُتَّفق عَلَيْهِ. 1540- وَعَن عبد الله بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَنه كَانَ يَقُول دبر كل صَلَاة حِين يسلم: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير، لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، لَا إِلَه إِلَّا الله، وَلَا نعْبد إِلَّا إِيَّاه، لَهُ النِّعْمَة وَله الْفضل، وَله الثَّنَاء الْحسن، لَا إِلَه إِلَّا الله مُخلصين لَهُ الدَّين، وَلَو كره الْكَافِرُونَ. قَالَ ابْن الزبير: وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يهلل بِهن دبر كل صَلَاة» رَوَاهُ مُسلم. 1541- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن فُقَرَاء الْمُهَاجِرين أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا: ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى، وَالنَّعِيم الْمُقِيم، يصلونَ كَمَا نصلي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم، وَلَهُم فضول من أَمْوَالهم يحجون بهَا، ويعتمرون، ويجاهدون، وَيَتَصَدَّقُونَ فَقَالَ: «أَلا أعلمكُم شَيْئا تدركون بِهِ من سبقكم، وتسبقون بِهِ من بعدكم، وَلَا يكون أحد أفضل مِنْكُم إِلَّا من صنع مثل مَا صَنَعْتُم؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كل صَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ». قَالَ أَبُو صَالح لما سُئل عَن كَيْفيَّة ذكرهَا؟ تَقول: «سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَالله أكبر حَتَّى يكون مِنْهُنَّ كُلهنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ» مُتَّفق عَلَيْهِ. 1542- وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: «أدركتم من سبقكم، وَلم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أَنْتُم بَين ظهرانيه، إِلَّا من عمل مثله». 1- 1543- وَفِي رِوَايَة لمُسلم زِيَادَة: «فَرجع فُقَرَاء الْمُهَاجِرين إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا: سمع إِخْوَاننَا أهل الْأَمْوَال بِمَا فعلنَا فَفَعَلُوا مثله فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء». 1544- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «تسبحون دبر كل صَلَاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا» الدُّثُور جمع دثر، وَهُوَ المَال الْكثير. 1545- وَعنهُ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من سبَّح الله فِي دبر كل صَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحمد الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكبر الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَقَالَ تَمام المئة: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير، غُفرت خطاياه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر» رَوَاهُ مُسلم. 1546- وَعَن كَعْب بن عجْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «مُعَقِّبَات لَا يخيب قائلهن، أَو فاعلهن دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَة، وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَة، وأربعاً وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَة» رَوَاهُ مُسلم. 1547- وَعَن سعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يتَعَوَّذ دبر الصَّلَاة بهؤلاء الْكَلِمَات: «اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْجُبْن، وَأَعُوذ بك أَن أُرد إِلَى أرذل الْعُمر، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الدُّنْيَا، وَأَعُوذ بك من عَذَاب الْقَبْر» رَوَاهُ البُخَارِيّ. 1548- وَعَن معَاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيَدي وَقَالَ: «يَا معَاذ، وَالله إِنِّي لَأحبك، أوصيك يَا معَاذ لَا تدعن دبر كل صَلَاة تَقول: اللَّهُمَّ أَعنِي عَلَى ذكرك، وشكرك، وَحسن عبادتك» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح. 1549- وَعَن عقبَة بن عَامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «أَمرنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن أَقرَأ بالمعوذتين دبر كل صَلَاة» رَوَاهُ الثَّلَاثَة. 1550- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: «بالمعوذات». فَيَنْبَغِي أَن يقْرَأ مَعَهُمَا {قل هُوَ الله أحد} وَفِي الْبَاب أَحَادِيث كَثِيرَة. 1551- وَذكر الطَّبَرَانِيّ فِي " مُعْجَمه " أَحَادِيث فِي فضل قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ، دبر الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، وَلكنهَا ضَعِيفَة. .بَاب الذّكر عقيب صَلَاتي الْجُمُعَة وَالصُّبْح: 1552- وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا صَلَّى الْفجْر جلس حَتَّى تطلع الشَّمْس حسنا» رَوَاهُ مُسلم. رَوَى حسناء بِالْمدِّ، أَي مضيئة، وحسناً بِالتَّنْوِينِ، أَي طلوعاً حسنا مُرْتَفعَة. 1553- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من صَلَّى الْفجْر فِي جمَاعَة ثمَّ قعد يذكر الله حَتَّى تطلع الشَّمْس، ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَت لَهُ كَأَجر حجَّة وَعمرَة تَامَّة، تَامَّة، تَامَّة» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. 1554- وَقَالَ: "حسن". 1555- وَعَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من قَالَ فِي دبر صَلَاة الْفجْر وَهُوَ ثَان رجله: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، يحيي وَيُمِيت، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير، عشر مَرَّات، كتب لَهُ عشر حَسَنَات، ومحي عَنهُ عشر سيئات، وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات، وَكَانَ يَوْمه ذَلِك كُله فِي حرز من كل مَكْرُوه، وحرس من الشَّيْطَان، وَلم يَنْبغ للذنب أَن يُدْرِكهُ فِي ذَلِك الْيَوْم، إِلَّا الشّرك بِاللَّه تَعَالَى» رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وَالتِّرْمِذِيّ. 1556- وَقَالَ: "حَدِيث حسن صَحِيح". .بَاب اسْتِحْبَاب إخفاء الذّكر وعقده بالأنامل: 1558- وَعَن ابْن عَبَّاس: «أَنَّهَا نزلت وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَكَّة وَكَانَ إِذا رفع صَوته سمع الْمُشْركُونَ ذَلِك فيسبون الْقُرْآن، وَمن أنزلهُ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَا تجْهر بصلاتك} حَتَّى لَا يسمع الْمُشْركُونَ {وَلَا تخَافت بهَا} عَلَى أَصْحَابك فَلَا تسمعهم {وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا} قَالَ بَين الْجَهْر والمخافتة» مُتَّفق عَلَيْهِ. وَتَكون الْآيَة نزلت فِي الْأَمريْنِ. 1559- وَعَن يسيرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، بمثناتين تَحت، قَالَت: قَالَ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يَا نسَاء الْمُؤمنِينَ عليكن بالتسبيح، والتهليل، وَالتَّقْدِيس، وَلَا تغفلن فتنسين الرَّحْمَة، واعقدن بالأنامل، فَإِنَّهُنَّ مسؤولات مستنطقات» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد حسن، وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه. 1560- وَعَن ابْن عَمْرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعْقد التَّسْبِيح بِيَمِينِهِ» رَوَاهُ الثَّلَاثَة، بِإِسْنَاد صَحِيح، إِلَّا أَن فِيهِ عَطاء بن السَّائِب، وَفِيه اخْتِلَاف بِسَبَب الِاخْتِلَاط، وَقد أَشَارَ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ إِلَى صِحَة حَدِيثه هَذَا. .بَاب اسْتِحْبَاب انْتِقَاله للتطوع من مَكَان الْفَرِيضَة، أَو الْفَصْل بِكَلَام: 1562- وَعَن جَابر قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا قَضَى أحدكُم صلَاته فِي مَسْجده، فليجعل لبيته من صلَاته فَإِن الله جَاعل فِي بَيته من صلَاته خيرا» رَوَاهُ مُسلم. .فصل فِي ضعيفه: 1564- وَحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوع: «أَيعْجزُ أحدكُم أَن يتَقَدَّم أَو يتَأَخَّر، أَو عَن يَمِينه، أَو شِمَاله فِي الصَّلَاة، يَعْنِي النَّافِلَة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَاتَّفَقُوا عَلَى ضعفه. 1565- وَمِمَّنْ ضعفه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه. 1566- وَرَوَى البُخَارِيّ: «أَن ابْن عمر كَانَ يُصَلِّي فِي مَكَانَهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْفَرِيضَة. قَالَ: وَفعله الْقَاسِم».
|